القرآن الكريم هو كلام الله عزّ وجلّ الذي أنزله على سيدنا محمد – صلى الله عليه وسلم –، بوساطة وحيه جبريل عليه السلام، وكان قوله جلّ وعلا: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ} أول الآيات نزولاً على سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام، إلّا أنّها لم تأتِ في مقدمة القرآن الكريم، حيث إنه يبدأ بسورة الفاتحة وينتهي بسورة الناس، وعدد سور القرآن الكريم 114 سورة موزعة في 30 جزء، وقد كان أول نزول للقرآن الكريم في ليلة القدر المباركة كما جاء في قوله سبحانه وتعالى: {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ}.
القارئ لآيات القرآن الكريم يجد فيها من المعاني والمفردات والبلاغة والإعجاز ما يستحيل وجوده في أي كتاب آخر، فكان نزوله إعجازاً لجميع المخلوقات في هذا الوجود من الإنس والجن، وقد تحداهم الله عزّ وجلّ على أن يأتوا ولو بحرف واحد منه إلا أنهم لم ولن يقدروا على فعل ذلك، كما في قوله تعالى: {قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَىٰ أَن يَأْتُوا بِمِثْلِ هَٰذَا الْقُرْآنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا}، فقد نزل القرآن بلغة عربية فصيحة أعجزت جميع العرب ببلاغتها وكانت سبباً في إسلام الكثيرين، كما أن للقرآن الفضل الكبير في توحيد اللغة العربية وتطويرها فهو الكتاب الوحيد الذي يجمع بين الفصاحة والبلاغة والبيان، كما أن للقرآن الكريم دور عظيم في الحفاظ على اللغة العربية ومنعها من الإندثار كما حدث مع الكثير من اللغات السامية الأخرى.
القرآن الكريم لم يعجز البشرية بلغته وفصاحته فقط، فقد أعجزها بعلمه، فالكثير من الظواهر والوقائع العلمية التي نشهدها اليوم مذكورة في القرآن الكريم، والتي كانت سبباً في إسلام الكثير من العلماء في وقتنا الحالي، وهنالك العديد من الأمور الغيبية التي ستحدث في المستقبل كانت قد ذكرت في القرآن الكريم، وكل يوم يتم إكتشاف شيء جديد يدعو إلى الدهشة في هذا الكتاب العظيم، فإعجازه لم ولن ينتهي إلا بانتهاء الحياة من هذا الوجود.
تعهّد الله جلّ وعلا بحفظ القرآن الكريم في قوله: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْر وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ}، فقد حفظ الله عزّ وجلّ القرآن في قلوب وعقول المسلمين، فقد انتقل بالتواتر من عهد نبينا محمد عليه الصلاة والسلام حتّى وصل إلينا كما هو دون أي تحريف، فبالرغم من أنّ القرآن الكريم مكتوبٌ في المصاحف إلّا أنّ رسولنا الكريم دائماً ما كان يحث أمته على حفظه، فحفظ القرآن يرفع من منزلة المسلم عند الله عزّ وجلّ ففي الآخرة يسكنه جلّ وعلا فسيح جنانه ليكون في منزلة الصديقين والشهداء، أما في الدنيا فإن ذلك سيعود عليه بالكثير من النفع كالراحة النفسية والجسدية، وحافظ القرآن تبقى ذاكرته دائماً قوية ومهيئة للحفظ بشكل سريع، وهنالك العديد من الدراسات الحديثة التي أثبتت أّنّ حفظ القرآن يمنع إصابة العقل بالخرف، فيبقى متيقظاً بشكل دائم.
المقالات المتعلقة بأهمية حفظ القرآن الكريم